أحتار كثيراً عندما أفكر فى إطار علاقتنا الغريبة الأطوار
مستقرة و متقلبة فى نفس الوقت
ليست محددة و لا تحكمها أى قواعد
لا أستطيع أن أوصفها بأنها رمادية أو باهتة اللون
و لكنها مزيج من الحب بألوانه الهادئة و الكراهية بألوانها القاتمة
مزيج متداخل متشابك .. معقد لا يمكن فكه
عندما أفعل شيئاً يُغضبك، تظل تلومنى و تعاتبنى بشدة
أحاول أن أشرح لك أن الأمر لا يستدعى كل هذا الغضب
تجيبنى أنى عندما غضبت المرة السابقة لم يكن الأمر يستدعى أيضاً
تبرر لى أنك افتعلت هذا لتُشعرنى بما شعرت أنت به هذه المرة السابقة
تبرر .. وتكثر فى الكلام .. و لكنى لا أشم من كلماتك غير رائحة انتقامك
عندما تُبدى إعجابك بإمرأة أمامى
لا أفهم حينها إن كنت تفعل ذلك لتثير غيرتى أم تفعله من غير إدراك
فقط أنتظر ظهور أول رجل لبق أمامنا، لأسمعك كلمات إعجابى بشخصيته
لا يكون غرضى إثارة غيرتك تماماً
ولكنى أريد أن أثبت لك أنى قادرة على إغراقك بالجروح كما تفعل أنت بسهولة
عندما تقول كلمة تجرح بها كبريائى و تنفذ داخلى كالسهم المصَوب بإتقان
لا أبالى إن كنت قد قلت هذه الكلمة متعمداً أم لا
لا أفكر إن كنت قد شعرت بما ألَم بى من جرح أم لا
كل ما يشغل بالى حينها هو متى سأسدد نحوك هذا السهم و أُطلقه بقوة
عندما تنتابك حالة السكون و تريدنى أن أتركك وحيداً
لا يهمك إن كنت قد أحتاجك أو لا و أنت هكذا بعيد
لا يهمك ما أمُر به من أحاسيس وحدة فى تلك الفترة
ما يهمك هو أن أنتظرك حتى تخرج من كهفك
و المطلوب منى أن أستقبلك حينها بإشتياق شديد
و عندما تعود إلى أرضى، لا يراودنى شيئا سوى التمرد
لن أقبل أن أكون ذليلة لطبيعتك الغريبة و لن أتواءم معها
لن أكون الرمال الثابتة التى تزورها الأمواج حين تشاء فقط
أنتظر أن تُسمعنى كلمات تُشرق بها شمس قلبى .. و أنتظر .. و أنتظر
و عندما أغور فى أعماقك لأبحث عن السبب وراء كل هذا التأخير
أُصدم عندما أكتشف أنك أنت الذى تنتظرهم منى أولاً!
و لا يسعنى بعد هذه الصدمة غير أن أرى الشمس تغرب قبل أن تشرق
تتحجر عيناى على هاتفى .. أتمنى أن أرى إسمك على شاشته
أنتظر منك أى رسالة تحمل أى كلمات
وأتردد كثيراً هل أبعث لك أنا بها لأقطع هذا الانتظار الذى يستنفذ أى صبر
أرى عيناك هى الأخرى تتفقد هاتفك بإستمرار .. نفس انتظارى المميت
و أنتظر طوال نهارى .. حتى يحل ليلى
و تنتظر طوال نهارك .. حتى يحل ليلك
و ننتظر طوال ليلنا .. بلا رسائل .. بلا كلمات .. بلا تواصل
ما هذا الذى يجرى؟
أشعر و كأنى صياد ماهر، أعددت كل أسلحتى و جلست أتربص فريسة صعبة المنال
و يمر وقتى و أنا لا أدرك أن هذه الفريسة تحوم حولى من كل إتجاه لتنقض على فى أقرب فرصة
كل منَا يريد أن يرى منزلته عند الآخر
كل منَا يضع كبريائه و حبه على كفتى ميزان
كل منَا ينتظر من الآخر المبادرة فى أى شئ و كل شئ
لقد تعبت ... و لا أشك أنك أيضاً تعبت ..
نعم .. لا أستطيع تخيل تفاصيل حياتى اليومية بدون وجودك ككجزء أساسى منها
نعم .. لا أستطيع تقبل فكرة أن إسمك لا يكون منقوشاً فى الهواء الذى استنشقه
نعم .. لا أستطيع أن أحيا وضحكاتك وهمساتك وصمتك غائبين عن أذنى
نعم .. أنا متأكدة من أن هذه هى مشاعرك أنت ايضاً
و لكن .. لماذا نحن هكذا؟ لماذا الشد والجذب طوال الوقت؟
لماذا المكائد و الضغائن ؟ لماذا الخطط و الحيَل؟
هل نحن فى حالة حب أم فى حالة حرب؟
ليتنى أدرى ...
Sunday, September 25, 2005
حالة حب أم حالة حرب؟
Monday, September 19, 2005
دلق القهوة خيـر
بقالى فترة عايزة أكتب عن الموضوع ده لحد ما لقيت محمد كتب عنه، عقائد وافتراضات و إيمانيات غريبة، مش مجرد أجدادنا بس اللى مؤمنة بيها .. لكن أباهاتنا و أمهاتنا و قرايبنا و جيرانا و أصحابنا و ساعات نفسنا.
ما قريتش كتير عن الجن و العفاريت بس مش فاهمة إيه علاقة بعض التحذيرات الجاية دى بالموضوع ده. فيه حاجات نفسى أفهم تفسيرها بس مش عارفة إزاى
- فى المعتاد لو الواحد مقدرش يمسك دموعه بيجرى على الحمَام عشان ما يبكيش قدام الناس، تلاقى ناس بتصرخ فيك، إوعى تعيَطي فى الحمام..ليه يا جماعة؟
غلط غلط، طب أخرجى عيطى برة، بس بلاش الحمَام خالص
- لوحسيت بآكلان فى إيدك اليمين، يبقى فى ضيف جايلك فى السكة و هاتسَلم عليه لوحسيت بآكلان فى إيدك الشمال، يبقى فى فلوس جايالك فى السكة و هتقبض
- لو عصفورة معدَية فوقك و وقَعت عليك حاجة، يبقى هتتكسى قُريب
- لمَا تجيب عربية جديدة، علَق فيها فردة جزمة من قدام أو من ورا، عشان لمَا يجى حد يحسدك عينه تيجى فى فردة الجزمة فيستغرب فميحسدكش
- لو سِنَة من سنانِك وقعت، إرميها للشمس
- لمَا تكون ضيف عند ناس، لازم تشرب كوباية العصير كلها، لو سبت حاجة فيها، البنات اللى فى البيت دة مش هتتجوز
- لو حمامة باضت جنب شباك البيت، يبقى فيه خير جاى
- أخطر حاجة هى موضوع قلب الشبشب، لازم تعدله علطول أول ما يتقلب (أهى دى من الحاجات اللى نفسى أفهم ليه)
- لو بصيت فى عيون قطة سودة، يبقى فيه حاجة وحشة هتحصلك
- ما تبصيش فى المراية و الدنيا ضلمة
- لو كحيت فجأة أو شرقت، يبقى فيه حد بيجيب فى سيرتك
- ما تلعبيش بالمقص فتح و قفل من غير لازمة، علشان بيجيب نكد للبيت (على رأى صديق: على كدة الحلاق عمره ما شاف يوم حلو)
- ما تحُطيش إيشارب ورا رقبتك و تحركيه يمين و شمال، يا متحركهوش كدة يا تشيليه خالص
- لمًا تقصى شعرك، إوعى ترميه
- لو غسيل جارتك اللى فوقك نقًط على غسيلك، يبقى هيجيلك خير (هبقى أوصى جيرانَا يدلقوا ميَة علينا كل يوم)
و طبعاً ما ننساش إن دلق القهوة خيــــــــــــــــــــــــر
Saturday, September 10, 2005
مبروك عليكى يا مصر
لافتات الإعلان و التأييد لمبارك طبعاً فى كل شارع و حارة و قُدام كل محل و شركة. كنت مستغرية أوى ليه كل محل عامل يُفط كدة و تلاقى إسم صاحب المحل أو صورته أكبر من إسم اللى بيرشحه، لحد عرفت من حدوتة
لفت نظرى حاجة، غير إن كل اليُفط لمبارك و كلماتها نفاق فى نفاق، معظم اليُفط اللى معمولة لأيمن نور كانت بتتقطع و تتبهدل علطول، بُص الفرق كدة
أكتر حاجة فعلاً مستفزة كانت هية دى
إيه الإيمان دة كله؟ إيه الرضا دة كله؟
مبروك عليكى يا مصر اليُفط اللى بكلمات وألوان جميلة
مبروك عليكى يا مصر ولادك أبطال الصدق والأمانة
مبروك عليكى يا مصر الشعب المؤمن الراضى باللى ربنا إختارهُلهم
-------------------- يوم الإنتخابات --------------------
كمعظم الشباب، معييش بطاقة إنتخابية، بس كنت حاسة إن هيجرالى حاجة بجد لو اليوم دة عدى من غير ما أقول صوتى و أعبر عن رأيى.
قررت أبدأ محاولاتى آخر النهار خالص عشان أبقى عرفت كل اللى حصل مع الناس طول النهار كل اللى كنت سمعته إن لو مفيش بطاقة إنتخابية ماتحاولش فى الموضوع .. أصريت، أخدت ش و إتفقنا إن عندنا من 8 ل 10 بليل، هنعمل أى حاجة علشان ننتخب قبل ما نروح بيوتنا.
ش من مدينة نصر و من مواليد بعد 82 و أنا من مصر الجديدة و من مواليد قبل 82 ، فالخطة كانت نروح لجنة مدينة نصر الأول علشان على حسب اللى إتقال، المفروض إن إسمها مُسجل تلقائى فى الكشوف الإنتخابية، وأنا اللى المفروض ما ينفعش.
المكان: مدرسة عباس العقاد التجريبية
ش مش لاقية إسمها
الموظفة: كدة يبقى تروحى القسم اللى شهادة ميلادك طالعة منه أو بُصى خُدى لِستة أسماء المدارس اللى حوالينا دى و لفلفى فيها.
أنا: طب ما تشوفيلى إسمى كدة ..... (مش هأخسر حاجة)
الموظفة: آه أهوه
أنا: موجود ؟؟!!! (لا أنا من مدينة نصر و لا أنا من مواليد 82) !! عجبى!
الموظفة: إنتى مواليد كام؟
أنا: 80
الموظفة لموظفة أخرى: شُفتى؟ مش أنا بقولك .. فى حالات كتيرة بالشكل دة.
أنا: طب لو سمحتى ليه ما ننتخبش بالبطاقة الشخصية؟
الموظفة أخرى: ممنووووووع
أنا: إشمعنى هنا ممنوع؟ فى لجان تانية كتير سامحة
الموظفة أخرى: سامحة؟ مين دول؟ دة غلط جداً. أُدخلى قولى للقاضى اللى أنتى عايزاه، بس أنا مقدرش أعمل كدة
المهم .. إنتخبت .. الحبر الفسفورى كان مجرد فى علبة عادية من اللى بنُبصم منها، فطبعاً ما كانش تقيل خالص، ما مكانش له أثر عليًا أصلاً بعد ساعة واحدة.
بعد كدة لفينا المدارس التانية عشان ش تلاقى إسمها و مفيش فايدة
جالى تليفون: تعالى بسرعة دلوقتى، لجنة مدرسة مصر الجديدة النموذجية فاتحين الإنتخاب لكل الناس بالبطاقة الشخصية بس .. طبعأً جرى على هناك .. صوان وهيلمان لأن المكان مُلغم أساساً بأعضاء الحزب الوطنى
و إنتخبت ش و كل الموجودين بالبطاقة بس، بس الحبر كان تقيل أوى المرة دى: مع إن خلاص الساعة بقت 10 و قفلوا الباب برة أساسا و مفيش فرصة حد يعمل أى حاجة تانية خلاص.
موظف من الحزب الوطنى (على بدلته بادج عليه صورة مبارك) يسألنى: هة؟ إنتخبتى الحزب بتاعنا بقة ولا إيه؟
أنا: لأ
هو (مبتسماً): ليه كدة بس؟ كدة هنطلَعك برة (بيهرج حضرته)
أنا: ليه؟ هو مش حرية و ديمقراطية؟
سكت ثوانى و راح سايبنى و ماشى
و خلصت الليلة ..
كنت سعيدة سعادة غير عادية، أنا قلت رأيى من غير خوف، أدليت بصوتى، كنت إيجابية بأقل حاجة أقدر أعملها (حتى لو عارفة نتايجها)، إنى قدرت أعبر عن إعتراضى. إيجابية.
خلاصة يوم الإنتخابات:
- الإنتخاب كان فى لجان بالبطاقة الإنتخابية فقط، كان فى لجان تانية بالبطاقة بتاعة الحزب الوطنى، وفى لجان تالتة بالبطاقة الشخصية فقط.
- الحبر الفوسفورى ما كانش الدليل القاطع يعنى على إن محدش يقدَر يزوَر: فيه ناس محطتش إيديها فيه، و فى ناس كان خفيف جداً، و فيه ناس كان تقيل
- محصلش تزوير فعلى جوة اللجان بشهادة الجميع، و لكن التزوير كان فى إقناع الناس ب 20 جنيه و كان فى لمَهم فى أوتوبيسات المصانع الحكومية
- كشوف الأسامى اللى فى اللجان الإنتخابية ما كانتش مُرتبة أبجدياً، دى كانت كارثة لوحدها
- كميات بشر داخت طول اليوم ما بين قسم ولجنة و لجنة و لجنة، فيه منهم اللى نجح فى الآخر و فى منهم اللى فشل
- موضوع مواليد 82 اللى متسجلين تلقائى، ما حدش بقة فى اللجان كان متأكد إن كانت 82 ولا 83 و لا 81
مبروك عليكى يا مصر البطاقة الإنتخابية
مبروك عليكى يا مصر الحبر الفسفورى
مبروك عليكى يا مصر عدم التزوير و النزاهة الإنتخابية
مبروك عليكى يا مصر مواليد 82
-------------------- بعد الإنتخابات -----------------
خلاص أعلنوا النتيجة .. مبروك لمصر
أنا ما أُحبطتش من مين بقى الأول و مين بقى التانى
أنا أُحبَطت من نسبة النجاح للأول 88%! طب ليه و عشان إيه؟
التوقعات كانت بتقول حوالى 70% - لكن النسبة دى فاقت التوقعات
أنا أُحبَطت من نسبة المشاركة الجماهيرية فى الإنتخابات، 7 مليون بس؟!
أنا أُحبَطت من كلمات ممدوح مرعى "أمام الله المطلع على كل شيء ...."
مبروك عليكى يا مصر ال 63 مليون السلبيين اللى ما انتخبوش
مبروك عليكى يا مصر ال88 % اللى إختاروا الفائز الأول
مبروك عليكى يا مصر الحرية و الديمقراطية
مبروك عليكى يا مصر
Monday, September 05, 2005
لأنها امرأة
يتسببون فى نزف أول قطرات من دمها ليثقبوا أذناها عند ولادتها .. لأنها امرأة
يمنعونها من أن تلعب مع أولاد الجيران أو أن تذهب معهم إلى المدرسة .. لأنها امرأة
لا يمكنها الجلوس فى الحدائق و تسلق الجبال و البيات فى الصحراء وحدها .. لأنها امرأة
ينظرون لملبسها و حجم أنفها و لون عينيها بدلاً من عقلها وأفكارها واقتراحاتها .. لأنها امرأة
لا تستطيع أن تتمشى ليلاً لتستمتع ببعض الهواء، خوفاً من المضايقات والقيل والقال .. لأنها امرأة
تُلطخ وجهها بمساحيق و طبقات من الألوان لتبدو أجمل مثل فلانة وعلانة .. لأنها امرأة
تتَبع أنظمة غذائية قاسية لتتفادى بضعة جرامات لأنها يجب أن تكون فى نحافة عمود النور .. لأنها امرأة
تُغرق شعرها بالعسل و اللبن و الكيماويات الضارة وتذهب لمصففة الشعر المزعجة كل أسبوع .. لأنها امرأة
تتظاهر بعدم ملاحظتها نظرات زوجها للنساء الأخريات و شغفه بمتابعة الأغانى المصورة .. لأنها امرأة
لا تجد غير نظرات الإستخفاف و الإستنكار أو الشفقة حين تبكى .. لأنها امرأة
ينفر زوجها من الندبات التى تركتها السكاكين و المكواة على جلدها من الأعمال المنزلية، و من ترهل جسدها بعد الولادات المتكررة .. لأنها امرأة
يكذب عليها و يضربها ويُخطئ و ويُخطئ ويُخطئ وتسامحه .. لأنها امرأة
تُنسب تقاريرها الناجحة لمديرها فى العمل و تتعطل ترقيتها فى حالة أنه منصب إدارى .. لأنها امرأة
مطلوب منها أن تقوم بعشرة أدوار بدايةً من طباخة و غسالة و مُدللة و نهايةً بمديرة وزوجة و أم و حبيبة .. لأنها امرأة
ملحوظة: كل ما ذُكر لا علاقة له بأنها خُلقت امرأة و لكن لأن المجتمع يقول أنها امرأة