أستيقظ على صوت هاتفى، أُغلق رنينه و أجد رسالة تُُذكرنى بأن اليوم عيد ميلادك. تذكرت الآن فقط أن فى مثل هذا اليوم من العام الماضى أضفت مُنبه على الهاتف ليذكرنى كل عام بعيد ميلادك. لم أكن لأنسى اليوم بالطبع، و لكنى أحببت فكرة أن فى الأعوام القادمة سأجد دائماٌ ما يُذكرنى بأول عيد ميلاد لك معى.
أحب فكرة تصادف يوم عيد ميلادك مع اليوم الجمعة، ذلك معناه أننا سنقضى اليوم كله معاً.
أمنع نفسى من أن أكلمك أو أسمع صوتك، سأُُدخر كل اشتياقى إليك إلى موعدنا عصراً، أنظر إلى الساعة و أتمنى أن أُغير عقاربها بيدى ليجئ الميعاد سريعاً.
قبل أى شئ، أتصل بمطعمنا المفضل لحجز الغذاء، أحجز مكانين بإسمك.
أتناول قهوتى الصباحية و ذهنى مشغول بالمقارنة بين كل الأفكار التى خطرت لى لهديتك، كتاب جديد؟ أهديتك كتب كثيرة، محفظة جلد؟ تمتلك محفظة أنيقة جداً، عطر؟ أُحب أن أؤجله لما بعد زواجنا، قميص؟ أخاف أن أُخاطر فى مسألة المقاس و التبديل، ما أصعب هدايا الرجال!
أؤجل القرار حتى أفكر أكثر و أنا أجهز للنزول.
تلقائياُ، تمتد يدى فى دولابى إلى الرداء الذى تحبنى فيه، البلوزة البيضاء الحريرية ذات الأكمام الضيقة و الجونلة السوداء البليسيه، قلت لى آخر مرة رأيتنى به أنك تتمنى أن أرتديه طوال الوقت.
آه، وجدتها! كم أكره رابطة العنق التى ترتديها مع بدلتك الرمادية اللون، كئيبة و قديمة، غضبت منى عندما قلت لك هذا التعليق عنها، لكنى متأكدة أنك ستفرح عندما أفاجئك برابطة عنق بدلاً منها، سأقنعك بسهولة بأنها ستبدو عليك أجمل لأننى اخترتها لك.
أدخل المحل و أحاول تذكر درجتك الرمادية على قدر المستطاع و أحتار بشدة ماذا أختار، الإغراءات كثيرة، الرمادية العريضة أم الفضية الغامقة السادة أم الرصاصية اللامعة أم السوداء المقلمة بخطوط رمادية، أتخيل الأخيرة فوق قميص أسود فتروق لى جدا و أنتزعُها بلا تردد. بعد دفع قيمتها، أدسها فى حقيبتى و أنطلق إلى مكاننا سريعاُ.
أصل إلى المطعم و أنطق اسمك للوصول لمكاننا، أجلس و أنتظرك، و أتخيلك أمامى و اسألك ماذا تحب أن تاكل و أقترح لك و تقترح لى ..
- تحبى تعملى الأوردر دلوقتى ولا هتستنى اللى مع حضرتك
- هطلُبلنا، لو سمحت طبق مكرونة بالريحان و طبق ستيك مشوى بالمشروم (طبقك المفضل).
أداعبك: "هتفضل تاكل مشروم فى كل حاجة كدة؟ شوية شوية هتقولى لازم نزرعه فى بيتنا؟ "، نضحك كثيراُ و نتحدث كثيراُ و نبتسم أكثر و أكثر. تقطع لى قطعة صغيرة من اللحم من طبقك و تُعطنى الشوكة، أتذوقها و أُثنى على جودة تسويتها و طعمها. أُخبرك أن بدون أى مجاملة و حقيقى حقيقى، الأكل معك له مذاق مختلف. أنتهى من مكرونتى و أُطلب الحساب، و أطلب ان آخذ الستيك تيك أواى.
أخرج من المطعم و أتمشى قليلاً ثم تبدأ السماء فى التنديع، أستمر فى سيرى أحاول الاستمتاع بتلك المطرة الخفيفة و لكنها تشتد و تشتد، لا أريد العودة إلى المنزل الآن و لا أستطيع السير فى هذه المطرة فى نفس الوقت.
أدخل سيارتى و مع صوت تشغيل المحرك، أرمى رأسى على الدريكسيون و أنهار فى بكاء هستيرى من النوع الثقيل، أنظر يمينى و يسارى لأتاكد أن لا أحد يلحظنى ثم أدفن رأسى بين يدى و أبدأ فى إخراج كل الآهات، علا صوت نحيبى جداُ و لم أدرك كم مر من الوقت و أنا أبكى، و لكنى عندما رفعت رأسى، رأيت سيول من المياه، لم أستطع أن أُميز إن كنت ما أراه من سيول، من دموعى التى تملأ عيناى أم من مياه المطر على الزجاج الأمامى للسيارة.
هل جُننت حقاُ؟ لقد انتهت خطوبتنا من عشرة أشهر و لكنى لا أصدق هذا إلى الآن.
أشعر فقط و كأنك غائب عنى لسفر طويل و أن هذا شئ مؤقت، و لهذا أنا أقابلك و أُحدثك كل يوم كما كنا و كما سنبقى!
هل تدرى أنى منتظمة بالاحتفال بكل مناسباتنا وحدى؟
هل تدرى أنى أكتب لك كل يوم، أحكى لك كيف كان يومى، ماذا فعلت فى العمل، من هاتفنى، من ضايقنى، ماذا اشتريت، ماذا أكلت؟
هل تدرى أنى أستمع دوماً إلى الأغانى التى طالما استمعنا إليها سوياً، و أكرر مشاهدة الأفلام التى طالما شاهدناها سوياً؟
هل تدرى أنى صادفت شبيهين لك، صبى تخيلته ابننا، و كهل تخيلته أنت فى عمرك المتقدم؟
هل تدرى انى لم أمح رقم هاتفك من الإتصال السريع (السبيد دايلز) حتى الآن؟
فى العشرة أشهر، فى كل يوم، لم يقل احتياجى إليك ابداً، لأنك أمامى طوال الوقت.
عندما أتوه فى الوصول لطريق ما، أريد أن أتصل بك لأسألك إلى أى جهة أتجه.
عندما أستيقظ، أريد أن أكون أول من يقول لك صباح الفل و أن أكون آخر من يُسمعك "تصبح على خير"، مع أنها كلمات بسيطة.
عندما أقرأ مقالة أو كتاب، أريد أن أرشحه لك و أشجعك على الانتهاء من قراءته لأناقشه معك و لأسألك فيما لم أفهمه منه.
عندما حصل حادث بسيط لسيارتى، أول شئ فعلته تلقائياً أنى اتصلت بك و لكنى أغلقت الخط قبل أن يرن الجرس.
عندما أمُر قريباً من منزلك أو من عملك أو حتى من القهوة التى تجلس عليها، تمسح عيناى المنطقة آملة أن أراك من بعيد و لكنى لا أجدك.
عندما أكون فى السوبر ماركت، أشترى لك بسكويت لووكر بالبندق و توبليرون بالشيكولاتة البيضاء، أكيد لن يصدقنى أحد أنى أحتفظ بهم كلهم فى درج فى مكتبى.
عندما أقابل شخصاً يعمل فى نفس مكان عملك، أسأله هل تعرف .. ثم أخترع أى اسم.
عندما يتملكنى الحنين، أصرخ فى داخلى متى سينتهى بُعدَك عنى، و أظل أشتاق إليك حتى تعود.
Sunday, March 02, 2008
هديتك لا تزال فى حقيبتى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
26 comments:
:)
amazing :)
جامدة قوي يا إيمان .. بتوجع
Bass Bravo 3aliki you were able to express all the feelings and thoughts !
by the way I liked el 3enwan awy :)
It hurts. It really does.
You should also publish a book :)
I am totally against the concept. But the loved the flow and details. Beautiful ya Emo :D
Same comment as nerro, however, i loved your style and flow, pretty amazing.
se3bet 3alaya bgad.... maybe thats why i love it...
Great Story, for some reason it reminds me of that scene in Sixth Sense, with Bruce Willis sitting in the restaurant (as a ghost) facing his wife who was celebrating their anniversary.
I built a full story on that concept, called it, el nehaya http://mishotopia.blogspot.com/2007/09/blog-post.html
dont read it, its so tragic :))
إيه دا يا بنت!
ماشاء الله.. دى تحفة .. ومش قادرة اقول شئ فعلا
لاء رائعة.. وبتوجع.. مع إنى ماعشتش شئ زى كدة
I wonder why did they break up if she loved him that much... but now the reason doesnt' matter..she should move on :)..see i'm very affected by ur story..which tells u it's very well written , keep it up :)
You know ya Eman...
It's very genuine!You caught the exact feelings and described it perfectly.
And to all those who commented before, it doesn't matter how long ago it was, or whether or not one has moved on.. you always remember the special dates and celebrate your loneliness one way or the other.
فوقى بقا
هتفضلى كده على طول؟
هو احنا هنفضل كده على طول؟؟
هل الحب اعتياد؟ اعتقد ان الوقت سيجعلها تعتاد بعده!!!
اول مرور للمدونة احب اسجل اعجابى الشديد بالمدونة
اد ايه القصة مؤلمة
ادايه الدموع اللى نزلت لدرجة انك مقدرتيش تميزى
دموع السماء ام دموع عينيكى
بجد انتى رائعه فى كتابة القصة
دمتى مبدعه
لقد تساءلت عندما قرأت قصتك الجميلة : كيف ينتهي الحال بعاشقة حقيقية هكذا إلى الافتراق عن حبيبها. لقد برعت في وصف لحظات البكاء عندما تزامنت الدموع مع الأمطار. قصة جميلة فعلا.
I loved it :)
brilliant idea ya emo
I think I do not have to tell you how much I LOVED this piece :) Sooo touching, sincere and beautiful! The most moving scene was when she burst out in tears in her car... I shuddered!
I hope nobody would ever feel like your heroine...
Yalla, write MORE! :D
Really a very nice one :))
Bas ana mesh 3arfa leih Sabo ba3d taieb ...
Law kan matt mathalan... f OK tefdal te7ebbo keda... bas tallama 3ayeeesh ... yeb2a lazem yerga3o l ba3d :)) ... tamneeeha (A) ... bgd ... 3ayzeeen next post the rest of the story ...
I adore the idea ther is such a feeling in real life, you made us feel the bitterness of this separation and the hurt of the lost true feelings.
مش ممكن بجد ايه الجمال ده
بجد مش بس القصة دي
كله كله بجد
هايلة
الحمد لله انها طلعت قصه مش حقيقية
painful awyyy :(
جميلة اوي القصة
جميلة مثلك اكيد
مش عارفه ليه انا تخيلت نفسي مكانها يمكن عشان بخاف اوي افقد اللي بحبهم
جميلة القصة و صادقة اوي لدرجة اني اعتقد انها حصلت لك بجد
دي اول مرة اشوف البلوج بتاعتك
رائعة
استمري
ربنا يوفقك
shaimaa korashi
i read this piece about 6 months agoon this page
do't Know why the same idea have been hunting me for the last couple of days
i come back again
read it again
suffer again
and
the same old conclusion
some people are better of forgotten
others have to be kicked very hard out of our lives even though we loved them one day
oh Yeah.. very sad, but true
بجد روعة يا ايمي روعة
انا عشت معاها اوي
و حسيت بيها و اتأثرت جدا
وعجبتني والله
تسلمي يا مبدعة
اتمنى في يوم من الأيام
اعرف اكتب زيك
شيماء
ayyyyyy....
btewga3...
مقالة جميلة
مقالة روعة
ايه
Post a Comment