Friday, February 27, 2009

لستُ جميلة


بدأ الموضوع فى المدرسة؛ كانت هى فى المرحلة الابتدائية و أختها فى المرحلة الاعدادية، تتقابلن يومياُ فى ساحة المدرسة فى الفسحة ليتقاسمن ما معهن من سندوتشات و حلويات.

سأل أصدقاء الأخت الكبرى عنها.
- دى اختى الصغيرة
- أختك؟؟؟؟ ايه دة مش شبهك خااااالص
- مش شبهى إزاى يعنى؟
- يعنى .. ممم ... مش شبهك و خلاص

تأملت وجوهن وهن يحاولن إخفاء ضحكات مكتومة و استغربتهن.
عندما عادت إلى المنزل، دخلت غرفتهن المشتركة و أغلقت الباب عليها، أمسكت صورة أختها فى يدها، و تسمرت أمام المرآة لمدة نصف ساعة كاملة تقارن بين وجهها و الوجه الذى فى الصورة، ثم اتجهت إلى أمها فى المطبخ.

- ماما، ممكن تشرحيلى انا ليه شعرى ناشف و واقف و مها شعرها ناعم .. و كمان ليه انا سمراء و وشى مليان حبوب و مها وشها أبيض و مفرود
- بسم الله الرحمن الرحيم! ايه يا حبيبتى الكلام دة، انتى اتكلمتى مع مين انهاردة بالظبط
- لو سمحتى يا ماما ردى علية

أخذت تقنعها بالكلام المعروف ان الله يخلق كل انسان بطبيعة مختلفة عن الآخر، و انه لا يوجد انسان كامل، و ان الجمال جمال الطباع و الشخصية أكثر من الوجه

و فى النادى، عندما ألحقتهم أمهم فى التدريب الصيفى لفريق كرة اليد، تعجب الكابتن من أنهن أختين. و مع مرور الأيام، بدأت تضيق ذرعاً بعلامات التعجب التى تراها فى عيون كل من يتعامل معهن سوياً.

سمعت جدتها تحاور أمها يوماً..
- انتى لازم تدلعى بنتك دى شوية، بالمنظر اللى انتى سايباها بيه دة مش هتتجوز اما تكبر
- سايباها بيه؟ سبحان الله .. انتى بتتكلمى كدة و كأنى انا السبب
- طب ما توديها لدكتور يشوف حل او علاج للحفر اللى فى وشها ديه
- ما انا سألت واحدة صاحبتى بس قالتلى علاج الحاجات دى مكلف أوى فـانا محتاجة اكلم باباها فى القصة دى الأول، هيقعد يقولى الميزانة و مش الميزانية و بناتك و انتى مدلعاهم و السيرة اللى ما بخلصش منها دى.

فى المرحلة الثانوية، حيث المراهقة و بداية مشاعر الأنوثة، كانت توفر كل مصروفها لشراء مستلزمات تجميل لها؛ جربت جميع انواع كريمات تفتيح البشرة، كانت تذهب لمصفف الشعر كل سبت لكى شعرها، ابتاعت ملابس بألوان زاهية و أكسسورات مبهرة، و لكن كانت دوماً تحرص ألا تكون مبالغة أو ملفتة.

فى آخر سنة جامعية، عندما أبدى شاب إعجابه بها و بجمالها، ابتسمت ابتسامة صفراء و أجابته فى سرها "هل تظننى امرأة غبية؟"
و لكنه كان صادقاً؛ رآها كذلك. و تطورت الأمور لصورة من بيت دافئ و طفلة صغيرة، فى الوقت الذى لم تتزوج اختها بعد.

 

eXTReMe Tracker