صراخ هنا .. و صراخ هناك
صراخ يُعلن موت جسد و انتهاء حياة
و صراخ يُعلن مولد جسد و بداية حياة
بكاء هنا .. و بكاء هناك
نفس القطرات و لكن بطعم مختلف
بكاء ينطق بالصدمة و الفقدان
و بكاء ينطق بالفرحة و السعادة
عندما يحتضر مريضى ..
أرغب فى قطع أى جزء من جسمى لأحافظ على أعضائه حية
أُشمّر عن ساعدىّ لأسحب كل دمى لأملأ عروقه
أكون على أتم استعداد لأهدى نبضاتى لقلبه المتألم
و عندما يموت، أجرى بعيداً و أبكى
ألوم نفسى أنى قصرت فى علاجه أو مساعدته
أعاتبنى أنى لم أضع إبتسامة على وجهه قبل وفاته
أحزن و كأنه صديق، و اتألم لمن سيعذبون بفراقه
و يشاركنى دموعى الخواء و السكون
عندما أُولّد مريضتى ..
يملأ صوتى المكان بالكلمات و الأصوات المشجعة
أٍتمتم لها انى أكاد أسمع صوت وليدها و أنه فى الطريق
أجد روحى مليئة بألوان الطيف و النجوم اللامعة و الضحكات العالية
و عندما تظهر رأس الطفل، أصرخ من الفرح
أُجدد أحاسيسى بلمس بشرته الحريرية الملساء
أتخدر من شم أصابع قدميه و اتأمل حجمهما اللذى فى حجم عقلة أصبعى
أنظر إلى عينيه المغلقتين، و أخمن لونهما حتى قبل أن يفتحهما
أفكر له فى إسم يعجبنى انا، و أتبعه بالتفكير فى اسم التدليل
و أظل أشارك أهله فى لعبة إجابة السؤال الأبدى؛ هل يشبه الأم أم الأب
عندما أسمع العد التنازلى للأنفاس، أشعر بقوتى تذبل و تتلاشى
و عندما أسمع العد التصاعدى للأنفاس، أشعر و كأن حياتى بدأت للتو
هكذا يكون يومى دائماً؛ خليط متكرر من الصراخ و البكاء مع اختلاف المعانى و الأسباب، و بالرغم من أن هذه هى حياتى اليومية، لا تزال أذناى غير قادرة على تمييز هل تلك الأصوات هى من هنا أم من هناك.
Saturday, May 17, 2008
المسألة .. حياة أم موت
Subscribe to:
Posts (Atom)