يوم مع البحر و الناس اللى ع البحر
أم قاعدة مركزة عينيها أوى على ابنها الصغير اللى جوة المية
شوية مية يقربوا منه، تقوم واقفة منطورة .. تبعد المية عنه، تتنهد و تقعد
يتكعبل فى الرملة -عادى ما هو صغيور أوى- تقوم تجرى عليه هوا
هى كدة الأم، دايماً خايفة على ابنها من أى حاجة و كل حاجة
صغر كبر عجز .. مهما كان، برضه بتفضل قلقانة و فى الأغلب بيبقى بزيادة
زوج و زوجة .. فى الأربعينات .. فى الخمسينات .. يعنى علامات التعب و الإجهاد على وشهم
جايين نفسهم فى راحة بجد
راحة من مشاكل الأولاد اللى ما بتخلصش
راحة من زحمة الشغل و مشاحاناته اللى ما بتقفش
نفسهم فى لحظة هدوء بقة، لحظة يقعدوا فيها مع نفسهم و بس
لحظة يبعدوا فيها عن كل حاجة بتجيب دوشة و وجع دماغ
لحظة رومانسية مفتقدينها عشان تاهت فى سط زحمة كل يوم
عارفين أنهم هوا هيرجعوا للى كانوا فيه، فلازم يستمتعوا بكل لحظة بتعدى
شاب و شابة بيتمشوا عالرملة.. شكلهم عرسان جداد .. شكلهم جميل أوى
أقعدت أتفرج على الخطوات اللى بيسيبوها وراهم على الرملة ..خطوات جنب بعضها بالظبط، كأنها مرسومة
يا ترى كل خطواتهم فى حياتهم الجاية هتبقى جنب بعض كدة؟
يا ترى هيفضلوا متمسكين ببعض طول العمر؟ هيعرفوا يحافظوا على بعض؟
هيخافوا على بعض؟هيقدر يسعدها؟ هتقدر تسعده؟
مجموعة شباب بيلعبوا راكت .. أكيد كل واحد فيهم له حكاية
يمكن دة يكون بيدور على شغل
و دة نفسه يخلص دراسته بقة
و دة ... مممم ... كان نفسه يرتبط بالإنسانة اللى اختارها، بس النصيب
لكن دة اختارها بس بيدور على شقة يتجوز فيها
أما دة، فعايز يسيب البلد و يهاجر
و دة نفسه يكون مشهور، فنّه يوصل لكل الناس
رجل قاعد بصنارته يصطاد .. بقاله كتير مستنى حاجة تتطلع .. و أه .. فيه حاجة طلعت .. ممممم .. طلعت حاجة عجيبة كدة .. اتنهد و أخد نفس عميق ملاه بالصبر من تانى ..
رمى صنارته تانى .. و شوية و طلعتله سمكة معقولة .. أكيد لسة الجاى كتير ..
بصيت للصنارة نفسها .. يمكن تكون حاجة بسيطة .. حديد و خيط، بس إيه ..
بالنسبة لواحد، هى مجرد حاجة بتسليه، بيشبع بيها هوايته
و بالنسبة لواحد تانى، هى مصدر رزقه الأساسى لكل يوم
يعنى واحد هيروح يقول لأصحابه، ماليش حظ النهاردة
و واحد هيقول لأهل بيته معلش مش هناكل حاجة النهاردة
و الأطفال اللى زى العفاريت ..يبنوا بيت الرمل من هنا .. و تقوم جاية الموجة من هنا .. و يضيّع نص إللى اتبنا .. ينزلوا ضحك و كركرة .. و ينزلوا لعب فى الرمل الغرقان و يكملوا هد النص الباقى
ينزلوا سوا المية .. و ها .. موجة شديدة و عالية تيجى و أووووه...هاتك يا صريخ
و واحد يزق التانى فى المية .. يقوم دة معيط و واحد تانى يرش مية على أخوه .. يقوم متغاظ منه و رشه بالرملةيااااااااااااااه .. مهرجان لوحديهم .. دنيا تانية ..
اتنين ستات بيشاركوا وحدتهم سوا .. بعد ما رحل الزوج الونيس .. و انشغل الأولاد و الأحفاد
ماشيين رايح جاى رايح جاى .. نازلين رغىّ رغىّ .. تحسهم مليانين نشاط
رجل و ست عواجيز .. كل واحد فيهم عمَال يعزم على التانى مين اللى المية تلمس رجليه الأول، بيزقوا بعض زى الأطفال
يلفت انتباهك إيديهم اللى فى إيد بعض .. تحس إيديهم سوا كأنها إيد واحدة، زى ما تكون صوابعهم بتعزف أنغام لقصة كفاح طويلة بحلوها و مرها، عمر قضوه سوا و ما بقوش خلاص يقدروا يستغنوا عن بعض، بالذات فى سنهم دة، هما محتاجين بعض دلوقتى أكتر من أى وقت فات
بنت قاعدة لوحدها على صخرة بعيدة .. أول ما تبص عليها تفتكرها تمثال
عينيها بصة على البحر بس زى ما تكون متجمدة .. جسمها كله ساكن ولا حركة
يا ترى ايه اللى مركزة فيه بالشكل دة؟ يا ترى بتفكر فى إيه؟ فى اللى راح و مش جاى تانى؟ ولا فى اللى راح ويمكن يجى تانى؟ ولا فى اللى لسه هيجى أصلاً؟
و اتحرك التمثال و قدرت أبص على وشها و انطباعاته .. هممممممم ..شوية ابتسامة هادية .. و شوية امتعاضة غريبة .. و بعدين .. دمعة نازلة براحة على خدها .. حسيتها نازلة على خدى أنا .. حسيت كأن أنا اللى بابكى مش هى .. لولا ان البنت ما تعرفشى إنى بصّة عليها كنت زمانى قومت روحتلها و أخدتها فى حضنى كنت قولتيلها فضفضيلى و ابكى على صدرى، اصرخى لو عايزة .. أنا سمعاكى، أنا حاسة بيكى، وقفت عصفورة جنبها على الصخرة .. اتخضت منها فى الأول و بعدين ابتسامة جميلة نورت وشها
مسحت دموعها و فضلت تبص عليها .. بس طارت العصفورة علطول و فضلت عيون البنت بتطير معاها
Sunday, August 13, 2006
ع البحر
Subscribe to:
Posts (Atom)