Tuesday, August 30, 2011

عيد من غير كحك

امبارح جهزت القطايف من غير زبيب و الكركديه سكر خفيف زي ما بتحبهم، وفضلت أستناك و برضه ماجيتش. طب أعمل إيه؟ أيام رمضان كلها عدوا و انا كل يوم أعملك الأكل اللي بتحبه و أستناك على ترابيزة السفرة وبرضه ما بتجيش. وكل يوم بليل، ألم الأكل و أبعته للعيال تحت و أصحى تاني يوم أطبخلك من جديد.
انت ليه ما بتجيليش؟ ليه ما بتردش على مكالماتي؟ تليفونك فيه واحدة بترد علية تقوللي غير موجود بالخدمة، تأكد من الرقم المطلوب. انتي مجنونة يا بنتي؟ اتأكد من إيه هوة انا حافظة نمرة تليفون غير بتاعة ابني؟ اتأكد من إيه بس؟

الفرّان بعتلي الواد أشرف اللي بيشتغل عنده، يسألني فين خبيز الكحك يا حاجة، قلتله مفيش السنة دي. كحك إيه يا ابني، ما خلاص..أخبز كحك لمين؟

مش بأقدر أمسك نفسي كل ما اتخيل ان الظابط ابن الكلب اللي قتلك زمانه قاعد قدام التليفزيون و كرشه قدامه مترين، وماسك في إيده طبق قطايف بيلهفه، إلهي تقف في زورك يا بعيد ما تعرف تاخد نفَسك. إلهي تموت الليلة دي بالسكتة القلبية، إلهي يكسر قلبك قادر يا كريم زي ما انت مخليني عايشة من غير ضنايا.

جيراني بيخبطوا يطمنوا عليا كل يومين وانا ابتسملهم إني كويسة .. ماهو لازم أمثل .. هوة يعني عمر حد فيهم هيحس باللي انا فيه؟ كلام المواساة بتاعهم دة بأسمعه من الودن اليمين، و أخرجه من الشمال ... وساعات ما بسمعوش أصلاً و أبص لشفايفهم بتتحرك قدامي و أبقي نفسي أصوّت في وشهم يا ريت كل واحد يخليه في حاله عشان انتو مش حاسيين بالقهرة اللي انا فيها.

مين هيقدّر السبع سنين اللي دخت فيهم انا و الحاج الله يرحمه عشان نجيب الواد الحيلة دة .. دُخنا السبع دوخات ..
سبع سنين لف على الدكاترة، والفلوس الي بتيجي رايحة على العمليات والتحاليل والأدوية
سبع سنين وانا بسمع كلام زي السم من حماتي و سلفتي و مستحملة تلاقيح كلامهم ربنا يسامحهم
سبع سنين ... و انا أحمل و أسقط .. أحمل و أسقط .. و لما آخر حمل استقر، كان سني كبر، فتعبت تعب يا .. ربيييي... ولااا يوم الولادة... هممم.
يعني انا اتبهدلت أوي أوي عشان أجيبه و أكبره .. و آخرتها يروح مني برصاصة .. ليه و عشان إيه!
و انا مالي مطاطي ولا مش مطاطي، روح يا شيخ عقبال ما يمطوا في جسمك و تتعجن في النار.

حد هيصدقني لو قلت اني سايبة أوضته
 زي ما هي من سبع شهور؟ مش راضية أغيّر ملاية سريره علشان بقية ريحته فيها، كل كام يوم  أروح أمدد على سريره بس قلبي ما بيطاوعنيش أنام هناك.
ما وضبتش مكتبه عشان عايزة أسيبه بآخر حالة هوة كان سايبه عليها.
وانا قاعدة في البلكونة آخر الليل، لسة بأقشر له اللب والسوداني و أحطهم قدامه زي كل ليلة ..  وأفتكر رغينا سوا وافضل أناكف فيه ويناكف فية .. ونس .. ونس يا جدعان مش لاقياه دلوقتي

الناس كلها اتحايلت علية أروح أقدم ورقه في الشؤون الإجتماعية عشان أصرف التعويض، وأنا ابداً.
تعويض إيه و فلوس إيه .. هاعمل بيها إيه يا حسرة، دة انا اللي كنت بحوشله عشان جوازه.
.. أهو  يا دوب الحمد لله معاش أبوه يجيبلي حق اللقمة اللي بأكلها لحد ما أروحلهم هما الاتنين .. هم أكيد قاعدين مع بعض في الجنة دلوقتي .. انا نفسي أشوفهم أوي. انا ليه هنا لوحدي؟ يا رب خدني يا رب خدني.
بس لأ... مش قبل ما أشوف حبل المشنقة على رقبة الكلب العادلي و الواد الظابط دة، حق ابني يا عالم، انا تعبانة فيه.. ابني مش رخيص ...
انا واثقة في عدلك يا رب ... انا متوكلة عليك يا رب... يا رب قويني ...

ترمي رأسها على المائدة وتدخل في نوبة بكاء هستيرية وتظل هكذا حتى توقظها التكبيرات .....

الله أكبر الله أكبر  الله أكبر  لا إله إلا الله ... الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .. الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا .. لا إله إلا الله وحده .. صدق وعده

 

eXTReMe Tracker